Saturday, July 3, 2010

أدب الحوار- المقال الأخير......د.مصطفى سليمان

بسم الله الرحمن الرحيم
المقال الأخير
 
الأخوة الزملاء الأعزاء     السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقدم لحضراتكم  في هذا المقال، الآداب العشر مجمعة من أدب الحوار
لقد كنت أهدف من هذه السلسلة إلى أمرين اثنين
الأول: أن نتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم ونتعلم منه
الثاني: أن نرتقي ونحسن لغة الحوار بيننا نحن أبناء الشركة 
ولقد لمست تجاوبا واستفادة كبيرة من الزملاء بهذه الآداب ولله الحمد والمنة
وما ذاك إلا لأنها اقتبست من الهدي الكامل للحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام
وإليكم الآداب  باختصار
 
الأول:إختر أحسن الألفاظ للتعبير عن المطلوب
تذكر قوله تعالى:وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن
الثاني:كن مستمعا جيدا
إستخدم القاعدة النبوية" : أفرغت يا أبا الوليد؟
وتذكر أن لك أذنان ولسان واحد...لتستمع أكثر مما تتكلم
الثالث:تخير الوقت المناسب للحوار:
فليس كل وقت ينفع ... تجنب وقت راحة الآخرين أو وقت غضبهم
وتذكر أنه ربما يكون الوقت ملائما لك..لكنه ليس ملائما لغيرك
الرابع:ركز على الهدف من الحوار
تجنب الكلام في التفاصيل والتفريعات التي لا تخدم الهدف
وتجنب الجدال قدر استطاعتك فإنه لا يأت بخير
الخامس:أعط كل ذي حق حقه في الحوار حتى ولو كنت مختلفا معه
أنصف الآخرين وأنزل الناس منازلهم ، لا تجعل الإختلاف الفكري يتحول إلى خلاف قلبي
السادس:كن مستعدا لتقبل الرأي الآخر
درب نفسك على ألا تنتصر لنفسك أبدا
إنتصر فقط  للمبدأ - للقيمة - للحقيقة
حينها ستقبل الرأي الآخر بصدر رحب

السابع:إدرس جيدا طبيعة من تحاوره
فلكل من الناس مدخله ومفتاحه ، إستعن بالله الذي يملك مفاتيح القلوب
 
الثامن:إعتذر حين يتوجب لك الإعتذار
مبدئيا...إياك وما يعتذر منه،لكن حين تخطئ...قل: آآآآآآآآآسف
وتذكر أنه لا يعتذر إلا كبار النفوس
التاسع:إستخدم أدوات الإتصال الفطرية
صافح محاورك      إبتسم في وجهه     انظر في عينيه مباشرة
العاشر:كن متفائلا
وتذكر أن النبي الكريم كان يعجبه التفاؤل
تفاءل    إستخدم العبارات الإيجابية     واعلم أن البلاء موكل بالمنطق      وأن الخير أيضا موكل بالمنطق
تلك عشرة كاملة  ،  كتبتها لك مما تعلمته في مدرسة الحياة
 تقبل الله مني ومنك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
و لقراءة كل سلسلة أدب الحوار مجمعة في صفحة واحدة
 
ص/ مصطفى سليمان
 صيدلية المحبة
0545459847

Thursday, June 24, 2010

أدب الحوار-الدفقة العاشرة ...بقلم د.مصطفى سليمان


بسم الله الرحمن الرحيم
أدب الحوار 10
الأدب العاشر: كن متفائلا:ـ
من آداب الحوار التي تعلمناها من رسولنا الحبيب عليه الصلاة والسلام
التفاؤل
قال عليه الصلاة والسلام
يعجبني الفأل
وكان دائم التفاؤل في حديثه للناس حتى في أشد اللحظات صعوبة
هل تذكرون يوم الهجرة؟
يومها استطاع سراقة بن مالك أن يلحق بالنبي وأبي بكر الصديق
ولكن النبي قال لسراقة
إرجع وخذل عنا ولك سواري كسرى
يالله!!!مطارد وملاحق ولكنه في غاية الفأل والثقة واليقين في موعود الله تعالى
ويتحقق الوعد ويتسلم سراقة رضي الله عنه سواري كسرى في عهد الفاروق عمر رضي الله عنه
ويوم الخندق...قمة التفاؤل
رغم الكرب الذي بينه القرآن
إذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا
هكذا أخبر القرآن
بل إن أحد الصحابة قال: ماكان أٍحدنا يستطيع قضاء حاجته من شدة الخوف
ورغم الكرب الرهيب والخطر المؤكد
يعلمنا النبي الكريم كيف نتفاءل في أصعب المواقف
حدث هذا وكان الصحابة يحفرون الخندق واستعصت صخرة عظيمة عليهم
فجاء النبي الكريم وأمسك بيده الفأس ورفع صوته مع أول ضربة فقال: الله أكبر إني أرى كنوز قيصر من مكاني هذا
ثم ضرب الثانية وقال بصوت عال: الله أكبر إني أرى كنوز كسرى من مكاني هذا
ثم ضرب الثالثة وقال: الله أكبر إني أرى كنوز اليمن من مكاني هذا
يبعث في نفوس أصحابه التفاؤل رغم الضيق ويعلمنا أن نفعل ذلك في محكات الحياة المختلفة
وبعد
هل تتفاءل أخي الحبيب رغم ما يحيق بك من هموم الحياة؟
هل تحاول من الآن أخي أن يكون سمتك في حوارك التفاؤل وتعزيز الإيجابيات في من تحاوره؟
لم لا نحول النظرة التشاؤمية ولغة الإنهزام للواقع إلى نظرة إيجابية وتغيير للواقع؟
لم لا تفعلها مع زوجتك، مع أولادك ، في عملك ، مع زملائك ، مع مرؤسيك ، مع عملائك
لم لا تحاول أن تغير نمط حوارك ؟ جرب أن تكون متفائلا وانظر النتيجة
يقول الأستاذ براين تريسي في كتابه الأشهر:
Successful Selling
( Talk Optimistically about the future of your business, keep your doubts and concerns to yourself)
وإلى لقاء أخير مع المقال القادم والأخير من أدب الحوار
والحمد لله رب العالمين

ص/ مصطفى سليمان
 صيدلية المحبة
0545459847

Wednesday, June 16, 2010

أدب الحوار-الدفقة التاسعة.....بقلم د.مصطفى سليمان


بسم الله الرحمن الرحيم
أدب الحوار-9
بقلم/ مصطفى سليمان
الأدب التاسع:إستخدم أدوات الاتصال الفطرية
هل تعلم أن الله تعالى قد حباك بأدوات اتصال فطرية تعطيك القدرة والتنوع في الدخول إلى الحيز الذهني للشخص الذي تحاوره، ومن ثم تغيير قناعاته أو إرسال رسالة ما تريدها منه؟
إن نفسك التي بين جنبيك تتمتع بقدر كاف من هذه الأدوات ولكن قل من يبصر
وفي أنفسكم أفلا تبصرون
فماهي هذه الأدوات؟
سأجتهد في حصر بعضها وأترك الباقي لك
فأنا في هذه السلسلة أنقل لك تجربتي الشخصية البحتة في ميدان الحياة
ولا أنقلها عن كتاب أو أجمعها من قراءات سابقة
بل جمعتها من كتاب الحياة التي عشتها ثلاثون عاما حتى الآن
*****************************************************
الأدوات الفطرية
******************
أولها: الإبتسامة:ـ
***************
والله ما أحلاها من أداة اتصال، وما أعمق تأثيرها، هل جربتها يوما؟
هل جربت يوما أن تبتسم لمن تحاوره تلك الابتسامة العذبة الرقيقة الهادئة ؟
هل جربت يوما أن يكون أول مدخل لك نحو الشخص أن تفتح قلبه ... بابتسامة ؟
إنها حركة بسيطة في مظهرها....هائلة في تأثيرها
إنها توحي بالأمان لمحاورك..تمهد لك الطريق إلى عقله...وربما إلى قلبه
إن الابتسامة لم تكن تفارق وجه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم..وكان ضحكه تبسما
إنها لازمة لكل صاحب مهمة أو فكرة أو رسالة
لذلك حث النبي عليه الصلاة والسلام على التبسم وجعل ابتسامة المسلم كالصدقة
وتبسمك في وجه أخيك صدقة
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أنت تلقى أخاك بوجه طليق
أي متهلل بالبشر والابتسام
***********************************
ثانيها: المصافحة:ـ
****************
والله يا شباب كم جربت هذه الوسيلة في الاتصال مع الآخرين، وكم رأيت من تأثيرها
ضع يدك في يد من تحاوره،واجعله يستشعر دفء قلبك وحقيقة مشاعرك من لمسة يديك ..ثم انظر أثر ذلك وأنت تحاوره ومدى استجابته لك
كان المصطفى لا ينزع يده من يد محاوره حتى ينزعها الرجل أولا
وقال أحدهم: والله ما لمست ديباجا ولا حريرا قط ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم
نعم لأنها يد أشرف الخلق..ولكن أيضا لأنه عليه الصلاة والسلام كان يودعها دفء قلبه وحرصه على الآخرين
فجعل الله المصافحة وسيلة لتساقط الذنوب....وأيضا لتقارب القلوب
*******************************************
ثالثها: انظر في عين من تحاوره مباشرة:ـ
***********************************
والتفت إليه بأكملك،وأشعره بمدى اهتمامك
ولقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم إذا التفت التفت جميعا أي بكامل جسده الشريف كما أخبر الصحابة
إن قوة تأثيرك لا تكمن فقط في الحق الذي تحمله، بل أيضا بالأسلوب الذي توصل به هذا الحق
وهذا ما فعله سيدنا جبريل عليه السلام حين أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ..
قال عمر رضي الله عنه
بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد
فجاء حتى جلس أمام النبي فوضع ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه
أرأيتم هذه الهيئة التي جلس بها سيدنا جبريل .. اتصال بمن يحاوره ليكون أبلغ في الأثر
وأنت..جرب أن تنظر في عيني من تحاوره..ضع يدك برفق على كتفه..أشعره بأنك معه كاملا
هذه الثلاثة أدوات جربتها شخصيا ووجدت أثرها البالغ في النفوس.. ومن أراد أن يدلني على المزيد فشكر الله له
وأحب أن أختم هذا الأدب بحكمة من الأدب الإنجليزي تقول
They didn't care how much you know,untill they know how much you care
وإلى لقاء آخر مع أدب قادم
والحمد لله رب العالمين


ص/ مصطفى سليمان

 صيدلية المحبة

0545459847

Saturday, May 29, 2010

إن الحسنات يذهبن السيئات...بقلم د.سمير مهران


وقفات تربوية من سيرة خير البـرية
-2-
 إن الحسنات يذهبن السيئات
***********************
روى البخاري بسنده عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رجلا أصاب من امرأة قبلة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فأنزل الله (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات )فقال الرجل يا رسول الله ألي هذا خاصة ام للناس عامة قال (لجميع أمتي كلهم)للناس عامة
ولنا مع هذا الخبر وقفات
 **************
الاولى:ـ
أنه لا عصمة الا للانبياء 
فكل ابن أدم خطاء والحي لا تؤمن فتنته والكل معرض للذنب فإن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاءولكن خير الخطائين التوابين والذنب مكتوب حتما على العبد فالانسان جهول ظلوم بطبعه هكذا خلقه الله وركبه ولهذا شرع لنا التوبة والاستغفار وسمى نفسه الغفور الرحيم 
والسعيد من وفقه الله لطاعته وأبعد عنه أسباب معصيته فسل الله العافية

الثانية:ـ
المؤمن رجاع الى الحق مقلع عن الذنب فار منه اذا ذكر ربه وأفاق من جهالته وسكرته
  وهذه صفة المؤمن كما أعلمنا اياها ربنا في كتابه عندما وصف عباده المتقين
فقال (والذين اذا فعلوا فاحشة أو ظلموا اأنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون
فإذا فعلوا ذلك (أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين
فسبحان الله سماهم عاملين وكأن عملهم هو توبتهم واستغفارهم بعد الذنب و كان هذاهو سبب تلك المغفرة وهذه الحسنات

الثالثة:ـ
إن الحسنات يذهبن السيئات 
فرحمة الله واسعة ومن عظيم رحمته أن شرع لنا التوبة والأعمال الصالحة المكفرة للذنوب والاثام (وإذا جاءك الذين يؤمنون بأيتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده واصلح فأنه غفور رحيم
ففعل الخيرات والتوبة والصلاح بعد الذنب مكفرات له وجاء في وصف أولي الألباب انهم يدرأون السيئة بالحسنة فقال تعالى (ويدرأون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار ) والدرؤ هو الدفع

الرابعة:ـ
أن الصلاة هي أعظم الحسنات الماحية للسيئات والمكفرة للذنوب والاثام 
ففي الحديث الصحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( ما من مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها ويحسن ركوعها وسجودها وخشوعها الا كانت كفارة لما قبلها ما اجتنبت الكبائر
    
وفي الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شئ قالوا لا يا رسول الله قال وكذلك الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا
 
وقال ايضا (ما من مسلم يذنب ذنبا فيتوضأ ويصلي ركعتين الا غفر له
    
فالحمد لله على عظيم فضله وسعة رحمته

ألا فلنشمر عن ساعد الجد والإجتهاد ولنسارع الى المغفرة وتكفير السيئات بإقامة الصلاة وخاصة الفرائض والإكثار من النوافل والأعمال الصالحة من صدقة وصيام وعمرة وحج

وتذكر قول الله عز وجل (إ ن الحسنات يذهبن السيئات )(ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم) صدق الله العظيم

د. سمير مهران
صيدلية النجمة
مايو 2010
جمادى الاخرة 1431

Tuesday, May 25, 2010

أدب الحوار-الدفقة الثامنة....بقلم د.مصطفى سليمان

أدب الحوار-8
الأدب الثامن:إعتذرحين يتوجب عليك الإعتذار
آآآآآآآآآآآسف
كلمة قليلة الحروف...لكنها بالغة الأثر
كلمة سهلة النطق...لكنها صعبة القول
كم من شخص قطع رحما ، لأنه لم يقل ....آسف
كم من شخص خسر صديقا، لأنه لم يقل ....آسف
كم من شخص فقد ثقة الآخرين واحترامهم،لأنه لم يقل....آسف
كم من زوجين تفرقا ، وربما كان يكفيهما كلمة.....آسف
كم من مرة لم تنجح في حوار أو موقف ، فقط لأنك لا تستطيع أن تقول.....آسف
إنها كلمة سحرية...لها مفعول السحر..ولكن قليل من يستخدمها
إن من أهم آداب الحوار هو أن تقدم الاعتذار إذا أخطأت
وألا تستكبر عن قول ...آآسف إذا بدر منك ما يدعو لذلك
ولو كان الأمر صعبا على نفسك...فلا تقل بلسانك ما يدعوك للأسف
والنبي المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم يوصيك فيقول
وإياك وما يعتذر منه
ومع ذلك .. فلا مفر من تقديم الإعتذار إذا وقع الخطأ
ولنا في رسول الله أسوة حسنة
الله تعالى يعاتب نبيه عليه الصلاة والسلام حين عبس في وجه عبد الله ابن أم مكتوم
لقد كان النبي جالسا مع صناديد قريش يدعوهم إلى الإيمان بالله تعالى
وجاء ابن أم مكتوم وهو لا يدري أن النبي معهم فقال لنبي الله: علمني شيئا من القرآن
فعبس الرسول في وجهه كراهة أن قطع حديثه مع قوم يرجو إسلامهم
ولكن عبد الله ابن أم مكتوم كان أعمى، لم ير عبوس الرسول في وجهه ولم يتأثر به
ولكن الله تعالى لم يجعل الأمر يمر دون درس وعتاب، حتى لو لم يتأذ ابن أم مكتوم
فنزلت: عبس وتولى...الخ الآيات
فكان النبي عليه الصلاة والسلام لا يلقى ابن أم مكتوم إلا وبقول له
مرحبا بالذي عاتبني فيه ربي
إنه اعتذار رقيق راق بليغ من رسول الله لهذا الرجل الأعمى رضي الله عنه
إعتذار من خير الخلق قاطبة حتى لا يتكبر أحد بعد ذلك على الإعتذار
وتعلم الصحابة الدرس
ويوما ما جلس الصحابة يتناقشون في أمر ما..وقال بلال رضي الله عنه رأيا لم يعجب أبوذر رضي الله عنه
واشتد الحوار بينهما حتى قال أبوذر لبلال:اسكت يابن السوداء
وثارت دماء الحزن في وجه بلال ، وخيم على الجميع وقع المفاجأة
وتكلم النبي في حسم ووضوح وقال لأبي ذر: يا أباذر أعيرته بأمه!!إنك امرؤ فيك جاهلية
فماذا يفعل سيد غفار؟ورابع من أسلم؟لا يملك إلا أن يعتذر بعد ما بدر منه
ووضع أبوذر رأسه على الأرض وقال لبلال: يا بلال ، طأ هذه الرأس التي ذلت بمعصيتها لله
فينزل بلال رضي الله عنه ويمسك برأس أبي ذر ويقبله بين عينيه ويقول له: هذا حق رأس طالما سجد لله
ويتعانقان ويبكيان...في مشهد تتوقف عنده الإنسانية جلالا وإكبارا
أرأيتم ... قالها أبوذر....آآآآسف....إعتذر أبوذر حين توجب عليه الإعتذار
يظن البعض أن الإعتذار ينقص من قدره....ولكن....أبدا... لا يعتذر إلا الكبار
الكبار في همتهم وقيمتهم وثقتهم بأنفسهم هم وحدهم يقدرون على قول ...آآآآآسف
هل تستطيع أخي المسؤل أن تعتذر عن خطأ بدر منك وأنت تحاورمن تحت يديك من 
الموظفين؟
هل تستطيع أخي الزوج أن تعتذر إذا أخطأت في حق زوجتك في حديثك إليها ؟
هل تستطيع أخي الوالد أن تعتذر لابنك عن خطأ قلته له ؟
هل تستطيع أخي الشيخ أن تعتذر لأمتك إن أخطأت في الفتوى ذات يوم؟
لنراجع موقف المصطفى صلى الله عليه وسلم مع ابن أم مكتوم رضي الله عنه
أو موقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال: أخطأ عمر وأصابت إمرأة
      
وإلى لقاء آخر مع أدب آخر من آداب الحوار
ص/ مصطفى سليمان
 صيدلية المحبة

0545459847

Thursday, May 20, 2010

ادب الحوار -الدفقة السابعة...د.مصطفى سليمان

بسم الله الرحمن الرحيم
أدب الحوار-7
 
الأدب السابع:قبل الحوار..أدرس جيدا طبيعة من تحاوره
إنه أدب ومهارة في ذات الوقت
لكي يكون الحوار ناجحا..ومفيدا
فإن من الضروري دراسة طبيعة الشخص الذي ستحاوره قبل البدء في الحوار
أولا : ما هو موقعه في حياتك (أحد والديك-أحد أولادك-زوجتك-مديرك أو زميلك في العمل-منافسك في مجال تخصصك-شخص ذو مكانة بالنسبة لمن معه)إلخ
ثانيا : حدد مدخل الشخص ومفتاحه إن كنت تعلم شخصيته
إن معرفتك بمدخل الشخص الذي ستحاوره يسهل عليك التواصل معه ، مما يترتب عليه نجاحك في الحوار بنسبة كبيرة
فمثلا
مدخلك في حوار العالم والأب ....التوقير
ومدخلك في حوار المدير ورب العمل... التقدير
ومدخلك في حوار زوجتك......... الملاطفة والثناء
هذا على العموم..ولكل مدخل خاص ، فهناك من يحب المنطق في الحوار، وهناك العاطفي الذي يتطلب حواره مخاطبة العاطفة
وهناك العقلاني الذي يقيس بالعقل، وهناك المتشكك الذي يحتاج للدليل والبرهان
 
 
ولا تتعجب كثيرا حين تعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم فعل ذلك أكثر من مرة
لقد اختار النبي عليه الصلاة والسلام الحبشة لتكون مهاجرا لأصحابه نشرا لدين الله وتخفيفا من أذى كفار قريش
وكان عليه الصلاة والسلام بخبرته يعلم طبيعة النجاشي أصحمة أنه رجل ذو دين ولا يظلم عنده أحد
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بذلك
وهاجر الصحابة، وتطلب مقامهم في الحبشة حوارا مع ملكها ليقف على خبرهم
واختار الصحابة سيدنا جعفر بن أبي طالب متحدثا عنهم في حضرة الملك
وتكلم جعفر رضي الله عنه أمام الملك بكلمة موجزة تلخصت في العناصر التالية
 
أولا: بين الجاهلية التي كانوا يعيشون فيها وركز على الأخلاقيات السيئة التي انتشرت فيهم والتي يأباها كل إنسان سوي
ثانيا: بين أن النبي المرسل منهم ويعرفون صدقه ونسبه
ثالثا: ولأن جعفر رضي الله عنه يعلم أن النجاشي متمسك بدينه ، ركز في المحور الثالث على مكارم الأخلاق التي دعى إليها النبي المرسل والتي تتفق مع تعاليم سيدنا عيسى عليه السلام
رابعا: بين حقيقة أنهم علموا عن عدل النجاشي فاختاروه على غيره
وانتهى الحوار بأن قبلهم النجاشي في بلده ووضعهم تحت رعايته وأمنه، ونجح سيدنا جعفر في الحوار
ولك أن تلاحظ أن أساس نجاحه قائم على أنه فهم من رسول الله طبيعة النجاشي: التدين والعدل
 
وموقف آخر من سيرة قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنه موقفه يوم صلح الحديبية
منعته قريش أن يدخل مع أصحابه مكة رغم أنهم أعلنوا أنهم جاءوا للعمرة، وكان معهم الهدي
ولكن قريشا تعنتت في موقفها وأرسلت رسلا من عندها يفاوضون رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرجوع
وكان أولهم رئيس الأحباش..وكانت مجموعة من الناس تعظم البيت وتقدسه
ولما علم النبي صلى الله عليه وسلم أن رئيس الأحباش في طريقه ليفاوضه قال لأصحابه
حين يأتي أطلقوا في وجهه الهدي فإنهم يعظمون المشاعر
وفعلا ..لما رأى رئيسهم الهدي مقبلا نحوه رجع إلى قريش وطلب منهم السماح للنبي وأصحابه بدخول مكة وكان موقفه لصالح المسلمين في المفاوضات
وفي نفس الموقف أرسلت قريش مندوبها سهيل بن عمرو
بعدما فشل أكثر من مبعوث لها قبله
ولما علم النبي صلى الله عليه وسلم بقدوم سهيل قال للصحابة
الآن سهل أمركم
لأنه يعرف الرجل ومدخله ..وفعلا عقد الصلح الذي وصفه القرآن بالفتح المبين
 
والآن...ما رأيك أن تستخدم هذه المهارة وهذا الأدب في حواراتك القادمة
تأسيا بنبيك الحبيب صلى الله عليه وسلم
وارتقاء بأسلوبك في الحوار
ولكي ترفع من نسبة نجاحك في حواراتك
 
وإلى لقاء آخر 
والحمد لله رب العالمين

Saturday, May 15, 2010

أدب الحوار-الدفقة السادسة......بقلم د.مصطفى سليمان

بسم الله الرحمن الرحيم
أدب الحوار-6
 
الأدب السادس:
كن مستعدا لتقبل الرأي الآخر
حقا ..إنه سلوك صعب..أن يقبل أحدنا أن يتنازل عن رأيه ويتقبل الرأي الآخر ما دام هو الصواب
 
في معظم تحاورنا..لا نستطيع أن ندير حوارا ناجحا ونصل للهدف.. لمجرد أننا لا نقبل الرأي الآخر
إن ذلك من أخطر آفات الحوار
لذلك أعزائي وزملائي..من أجل أن ندير حوارا بناءا مثمرا
يجب أن ندرب أنفسنا على قبول الرأي الآخر
ولنطبق جميعا ذلك التوجيه القرآني
لا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا..إعدلوا هو أقرب للتقوى
أي لا يحملكم كره قوم على أن تظلموهم
أي أنك إذا أخذت من شخصي موقفا ...فلا تأخذ من رأيي الصائب نفس الموقف
واسأل نفسك هذا السؤال : أتريد أن تنتصر لنفسك؟ أم تريد أن تنتصر للحق ولو كان مع غيرك؟
حين تجد الجواب الصحيح على هذا السؤال ، ستقبل حينها الرأي الآخر بصدر رحب ولو جاء من خصم لك
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة
إنه النبي..إنه القائد..إنه الإمام..إنه أعلم الناس وأشرفهم
ومع ذلك ينزل عن رأيه حين يبدو له الصواب في غيره
هل سمعتم عن الصحابي الجليل : الحباب بن المنذر رضي الله تعالى عنه؟
لما اختار النبي عليه الصلاة والسلام موقعا ليعسكر فيه جيش المسلمين يوم بدر وجد الحباب بن المنذر الأنصاري أن هناك اختيارا أفضل للمعسكر
وجاء بكل أدب نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : يا رسول الله ، أرأيت ذلك المنزل الذي أنزلتنا إياه ، أهو وحي من الله فلا نتقدم أو نتأخر عنه، أم هي الحرب والمكيدة؟
فقال النبي القائد: بل الحرب والمكيدة ، فقال الحباب: فإن هذا ليس بمنزل ، ثم قدم الحباب تصورا وافيا لرأيه
فنزل النبي الكريم المعلم على رأيه
ليعلمنا جميعا هذا الدرس البليغ..نقبل الرأي الآخر ما دام فيه مصلحة الجميع ولو كان خلاف رأي القائد نفسه
ويتعلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه الدرس ويعيه جيدا..ويأتي اليوم الذي يحكم فيه عمر حوالي ثلث الكرة الأرضية..وتدق جيوشه أبواب الصين..وتترامى أطراف دولته
ولكنه أبدا ما نسي شيئا تعلمه من نبيه وقدوته المصطفى
ويقف أمام الجموع ذات يوم..ويطرح رأيا جال في خاطره..إنه يريد أن يحدد قيمة المهر المقدم  حين الزواج
فتقف له امرأة وترده بين تلك الجموع وتقول له : كيف والله تعالى يقول:وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا
والقنطار المبلغ الكبير لا حد له من المال....فيقول عمر الفاروق أمام كل الناس : أصابت امرأة وأخطأ عمر
لقد كان عمر الفاروق يغرس قيمة قبول الرأي الآخر من أي أحد إذا كان هو الصواب
لذلك كانت إدارته ناجحة....وكانت دولته قوية.....وكان شعبه حرا كريما
أما الذي لا يقبل الرأي الآخر فهو يحاكي فرعون الذي قال : ماأريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد
فقال الله تعالى : وأضل فرعون قومه وما هدى
 
هيا أيها الزملاء الأعزاء نطبق هذا الأدب في حوارنا
في العمل...في البيت...بين الأهل
هيا تعلم كيف نقبل الرأي الآخر إذا كان صوابا
بغض النظر عن الشخص الذي قال الرأي
ولنتذكر قول الإمام الشافعي رحمه الله
ما حاورت أحدا إلا تمنيت أن يجري الله الحق على لسانه
 
وإلى لقاء آخر مع أدب آخر من آداب الحوار
والحمد لله رب العالمين
 
 
مصطفى سليمان
صيدلية المحبة
مكة المكرمة
0545459847