Tuesday, April 20, 2010

أدب الحوار- الدفقة الأولى......د.مصطفى سليمان



بسم الله الرحمن الرحيم
أدب الحوار-1

الأدب الأول:إختر أحسن الألفاظ للتعبير عن المطلوب

تأمل معي أخي الحبيب في هذه الآية الكريمة من سورة الإسراء
قال تعالى جده : وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ، إن الشيطان ينزغ بينهم ، إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا
ما أحكمه من توجيه!!سبحان الله
يأمر الله النبي أن يوجه المؤمنين إذا تكلموا أو تحاوروا أن يقولوا التي هي أحسن
و أحسن كما نعرف على وزن أفعل التفضيل
أي أننا مأمورين باختيار الأحسن وليس الحسن
أي لو كان يمكنك أن تقول كلمتين إحداهما حسنة والأخرى أحسن منها .. فقل الأحسن
إذن ليست المقارنة في حوارنا بين الحسن والقبيح..بل بين الحسن والأحسن
ليس للقبيح من الكلام مكان على لسان المؤمن
حتى في شأن التحية ...يوجهنا القرآن أن نرد التحية بأحسن منها
قال تعالى : وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها
وربما يحييك في اليوم من الزبائن أكثر من سبعين شخصا وتكون قد مللت من الرد بالأحسن..لذلك يقول لك القرآن أنك إن لم ترد بالأحسن فعلى الأقل بمثلها
فحيوا بأحسن منها أو ردوها..إن الله كان على كل شيء شهيدا
عزيزي المدير...تحتاج كثيرا إلى أن تفتح حوارا مع زملائك الصيادلة
تارة لتخبرهم بمهمة جديدة كمستهدف الربع الثاني مثلا
وتارة لتلفت نظر البعض إلى الإلتزام بالزي أو مواعيد الحضور والإنصراف
وهنا تذكر..أنت مطالب من القرآن ..لا من غيره ...أن تنتقي لذلك أحسن الكلمات لتوصل المعنى لزملائك
ليس من باب التحايل ليؤدوا المهمة..بل....طواعية لله فقط
زميلي الصيدلي...قد يكون لك حق أو حاجة أو شكوى
وهنا تذكر أنت أيضا..أنك مطالب من القرآن ..لا من غيره...أن تنتقي أحسن الكلمات لتوصيل حاجتك
ليس من باب التملق والمجاملة....بل طواعية لله...لله فقط
ولنحفظ جميعا هذه القاعدة
الكلام الحلو اللطيف****خلق نبوي حنيف
ولنتذكر جميعا توجيه رسول الله صلى الله عليه وسلم
الكلمة الطيبة صدقة
أعرف جيدا أنه في بعض الأوقات نحتاج إلى الحزم
لكن من المؤكد أننا لا نحتاج إلى التعنيف والتوبيخ
ولنعلم جيدا
اللفظ الجارح لا يعني القوة
واللفظ الجميل لا يعني الضعف
دخل أحد العلماء على هارون الرشيد رحمه الله فأغلظ عليه النصح
فقال له الخليفة الرشيد
يا هذا..لقد أرسل الله تعالى من هو خير منك إلى من هو شر مني فقال له
فقولا له قولا لينا لعله يذكر أو يخشى
وأنت لست خيرا من موسى وهارون، وأنا لست شرا من فرعون
ما رأيكم لو جربنا هذا الذوق القرآني الرفيع؟..التي هي أحسن
ما رأيكم لو سادت بيننا لغة الحوارالراقي؟
ما رأيكم لو تحاورنا بأحسن الألفاظ وأحسن الجمل وأحسن الكلمات؟
ما رأيكم لو فعلناها طواعية لله...لا تملق...لا مجاملة...لا تزويق...لا افتعال؟
ما رأيكم لو كان معظم حوارنا مع العملاء وكل حوارنا مع بعضنا بالتي هي أحسن؟
لم لا نجرب ونعرف الفرق؟...ونأخذ الحسنات...ونعلو في الدنيا ...ونسموا في الآخرة؟
وإلى لقاء مع أدب آخر
والحمد لله رب العالمين

No comments: