Tuesday, April 20, 2010

أدب الحوار - الدفقة الثانية ....بقلم د.مصطفى سليمان

بسم الله الرحمن الرحيم
أدب الحوار -2

الأدب الثاني:كن مستمعا جيدا  
بقلم/مصطفى سليمان

إستخدم قاعدة : أفرغت يا أبا الوليد؟

إنها القاعدة الذهبية في الحوار والتي تعلمناها من رسول الله صلى الله عليه وسلم
جاء إليه عتبة بن ربيعة موفدا عن رؤساء مكة ليعرضوا عليه أن يتخلى عن دعوته في مقابل أن يعطوه امتيازات عدة
وتحاور الرجل مع النبي الكريم ..لقد قبل النبي الحوار .. وظل منصتا .. وربيعة يتكلم
وتوقف ربيعة بعد أن عرض ماعنده .. فقال له النبي الكريم
أفرغت يا أبا الوليد؟
فقال له نعم..فقال له إسمع مني
سبحان الله لهذا الرقي والسمو في الحوار
رجل يتكلم مع نبي ليتنازل عن دينه.. ولكن هذا النبي يحاوره ويسمع له ويعطيه حقه في طرح ما لديه
بل ويناديه بكنيته..أبا الوليد
إن من مشاكلنا في الحوار أننا لا نعطي فرصة للآخر ليتكلم ويطرح فكرته كاملة
ولا نعطي فرصة لأنفسنا لنستمع ونعقل الموضوع جيدا
والغريب والمفاجيء أنها نفس مشكلة أهل النار والعياذ بالله
قال الله تعالى في سورة تبارك
وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير

إن من آفات الحوار عندنا كثرة المقاطعة لمن تحاوره بدون فن

ونظل نقاطع بعضنا ولا تكتمل عند الطرفين المتحاورين الصورة
والنتيجة...قرارات غير صائبة... ومواقف غير مشرفة
هل تأملتم يوما حوار الله الملك العظيم مع إبليس الرجيم؟
لقد تكرر هذا الحوار في القرآن الكريم ، في البقرة ..في النساء..في الأعراف..في الإسراء..في الحجر..في سورة ص
الله الملك الكبير تعالى وتقدس يستمع إلى إبليس ويعطيه فرصة التعبير عن موقفه اللعين
سبحان الله .. رغم تفاهة الطرح وحقارة المتكلم ورغم جلال السميع ...يستمع له المولى ويرد عليه
والآن
قد تكون حضرتك في منصب المسؤلية والإدارة
وقد تكون الصورة لديك أوسع والنظرة عندك أشمل
لكن .. أعط الآخرين حقهم في طرح أفكارهم ولو كانت بسيطة
عزيزي المسؤل..إستخدم قاعدة..أفرغت يا أبا الوليد؟

وربما يكون لديك يا زميلي الحبيب وجهة نظر
ورما تظن أنك شخصت الواقع من حولك جيدا
ولكن..أعط مديرك فرصته الكاملة في التوضيح وكن مستمعا جيدا

ولنتذكر جميعا أن القرار السليم..في الإنصات السليم

وإلى لقاء آخر مع ادب آخر من آداب الحوار
والحمد لله رب العالمين

No comments: