Thursday, April 22, 2010

لا تزرموه

لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الأخر

وقفات تربوية من سيرة خير البرية صلى الله عليه وسلم

بقلم د/ سمير مهران

  لاتزرموه



روي في الصحيح أن أعرابيا بال في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم والنبي والصحابة جلوس فقام اليه الصحابة لينهروه ويخرجوه من المسجد
فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم (لا تزرموه) أي لا تقطعوا عليه بوله- حتى اذا انتهى من بوله ناداه النبي صلى الله عليه وسلم وقال له يا أعرابي إن هذه البيوت بيوت الله لا ينبغي أن نصنع بها مثل هذا ولم ينهره أو يعنفه
 فقال الأعرابي اللهم ارحمني أنا ومحمدا ولا ترحم معنا أحد – في إشارة الى من نهروه وهموا بضربه -فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد ضيقت واسعا يا اعرابي ثم التفت الى الصحابةوقال لهم
 إنما مثلي ومثلكم كمثل رجل نفرت منه دابته فأخذ الناس يهرولون ورائها وهي تنفر فقال لهم دعوها لي ثم أخذ شيئا من خشاش الأرض -أي من حشيش الأرض -فلوح به اليها فجاءت اليه فمسح عليها وامسك بها

الوقفات التربوية في الحديث
رفق النبي صلى الله عليه وسلم بأمته وحرصه على تعليمهم وارشادهم وأخذهم باللين في ذلك


 قيام الصحابة بواجبهم وغيرتهم على الدين وعلى المقدسات إذ كيف يدنس الأعرابي المسجد وهم جلوس ينظرون............ (إيجابية) 1
 رحمة الله واسعة فلا تضيقها على نفسك ولا تقنط وسل الله العفو والمغفرة وجد واجتهد في مرضاته


 على المعلم والناصح والمرشد ضرب الأمثلة من الواقع لإفهام المتعلم والسامع خاطبوا الناس بما يعلمون


 درء المفاسد مقدم على جلب المصالح فدرء مفسدة نفور الأعرابي عن الإسلام بسبب سب الصحابة له وضربه اولى من نظافة المسجد وتطهيره حتى لو كان مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم


التماس العذر للمخطئ فربما يكون جاهلا مثل الأعرابي او انه يرى الأمر من زاوية أخرى غير التي تراها أنت التمس لأخيك عذرا من سبعين عذرا فإن لم تجد فقل لعل له عذرا لا اعلمه



 ان يكون الهدف من النقد هو النصح والتغيير وليس لهدف النقد فقط سعيا وراء حظ النفس (النقد البناء


الاخوة الاحباب
 ليكن هذا هو شعارنا في تعاملنا مع المخطئ في
 العمل
 او.....في البيت
او...في الشارع

الرفق واللين و الحرص على ارشاده وليس تعنيفه وجلده ونقده بل يكون انكارك لله وحرصا منك على تغييره واصلاحه



وفي انتظار مشاركاتكم وتعليقاتكم
لعلكم تجدون في الحديث من الفقه والاداب مالم أعلمه



2 comments:

مصطفى سليمان said...

صلى الله على القدوة الحسنة..جاء في خاطري أن الصحابة أنفسهم كانوا من قريب قبل الإسلام لا ينكرون مثل هذه المظاهر..بل كان الرجل يطوف بالبيت عريانا ولا ينكر عليه أحد..ولكن سبحان الله تعلموا الرقي والذوق السليم وتقديس الحرمات لما تأدبوا بالإسلام على يدي خاتم المرسلين وسيد الناس

محمد شريف said...

جزاك الله خيرا دكتور مصطفى على هذه السلسلة الرفيعة التى نتعلم منها الاقتداء بالنبى صلى الله عليه وسلم فى خلقه فى المعاملة الراقيه........ ومع المواقف التى تمر علينا فى هذه الحياة لابد لنا من وقفات أسأل الله جل وعلا ان يرزقنا اتباع نبيه حتى نفوز بالقرب منه يوم القيامة كما قال (ان اقربكم منى منزلا يوم القيامة احاسنكم اخلاقا الموطئون اكنافا الذين يألفون ويؤلفون)